الأحد، 23 يوليو 2017

دكر ولد عمران





دكر ولد عمران

مونودراما نسائية
( باللهجة الصعيدية )






تأليف :- نسرين نور
 
                                                                                إهداء
إلى أمي  و إلى جدتي لأبي
و إلى كل النساء الاستثنائيات الاتي قابلت 



المنظر ثابت

مقاعد المتفرجين عبارة عن مقاعد في عربة قطار " درجة ثالثة " في الخلفية و عن اليمين
و عن اليسار نخل عال " تصلح إحداها للتسلق "  أنوار عرس معلقة كيفما اتفق
عازفون ( ناي ، دف )
الستار مفتوحة ..  فاطمة تدخل  مفزوعه تتلفت خلفها كأن احدا يطاردها
ترتدي فستان زفاف ..
ملحوظة :
المقاطع المكتوبه على شكل حوار ، يتم
التشخيص فيها كل حسب الشخصية التي تحاورها
لذا على الممثل أن يحدد نبرة صوت و تعبيرات لتمييز كل شخصية
المقاطع باللون الأحمر صوت " برجاس "
المقاطع باللون الأزرق تعبر عن الصوت الداخلي لفاطمه

فاطمة :
 تدخل مع الجمهور و تجلس  وسطهم                                                              
أثناء جلوس الجمهور يعزف الناي يليه العود و يصاحبهما الإيقاع
 تعلو بؤرة إضاءة لتضئ كرسي فاطمة بينما تنسحب تدريجيا أو تخفت في المناطق الأخرى صوت هدير محركات القطار يصاحب الكلام  )
فاطمة :
 ريحة أنفاسه ساقيها صهد الخمر و ريحة الدخان على عرق ملسلس على جته مرهرطه رهط ، ده حاله في يوم العرس ما تسبح في يوم العرس ؟؟؟ و لا زناخته مابتتطلعش ؟؟؟
 السكة طويلة ، اتحمل كيف بحلقت الناس في ، كله من فستان النحس ده ، ( إشارة لفستان الزفاف ) حيخليهم يزغروا .. ( تمعن النظر في الجمهور ) مين ده الي مسافرة في قطر بالليل لحالها و فينه عريسها .   يا ِديرة  الراس يا ناس …   يا ترى يا كاملة حاتقولي إيه لما تلاقيني داخلة عليك بتياب العرس
( ممثلون في الخلفيه يبدأو في ممارسة أنشطة تعكس الحياة اليوميه في قرية صغيرة يتم ذلك بمصاحبة الناي و الإيقاع )
_ الي حلاقية بيبص على حاديله بالي في رجلي
_ إنهدي يا فاطنة الناس معزورين كيف يشوفوا بنت صغيرة …..
_ صغيرة قلبك أبيض هي الي عدت العشرين بست أحوال بيعدوها صغيرة ( تضحك ساخرة )
_ اتحمل كيف بحلقت الناس فيه ؟؟
_ ما أنت ياما اتحملتي و لا نسيتي
_ منك لله يالي كنت السبب
_ هو مين السبب  نَمِّريه لجل ما الدعوة تجوز ، عم محجوب الاعمى ، الي طلع عليك
       الصيت  و لا محروس النجس الي نشره  ولا برجاس / يمكن أمي الي شالت م الطين  
       و  حطت على راسها لما قالولها بنت  
( تتغير الإضاءة و الناي يصاحبها في الخلفية )
كبرت و أنا واعية لحالي زين بنت يعني حاجة قليلة القيمة ، بنت يعني حاجة مالهاش عوزة
 (ناي يعزف منفرد يصاحبه عود بعد قليل ، تتغير الإضاءة أحوال القرية و ناسها في الخلفيه تتشكل بحيث يبدأ يوم جديد ، الخبيز و الطرقات الممتلئة بحاملي الفؤس الذاهبون إلى الغيط         و هكذا ….  )
فاطمة :
كان عندي تسع احوال ، أول مرة يشخط في

_ خشي دارك  يا بنت أنت كبرت

 كنت حادخل أجري و ادارى  لكن زناخة مخي خلاتني تربست و رجليني أتمسمروا في الأرض ، يحرق ميتين برجاس
_ غور يا ياض بدل ما اضربك ..
شخط في هجمت عليه و اتعاركنا ، زقيتوا وقع ع الأرض ، سف تراب الدرب ، العيال ضحكوا عليه و راحوا زفينه ( تحاكي صوت الأطفال ، يصاحبها الإيقاع )
_ هط  هط ..  برجاس وقع زقته فاطنة وقع  سف تراب الدرب
     هط هط    برجاس وجع زقته فاطنة وقع  سف تراب الدراب ( ينسحب الإيقاع  )
يومها حسيت أن قلبي أنخلع و عقل بالي قالي ماحيعديش بالساهل  ده يا فاطنة
(  الدف يصدر إيقاعات ببطء ، تتغير الإضاءة ، بعض الركاب يصعدوا
     و  كذلك بعض الباعة الجائلين يصعدوا للقطار ، في الخلفيه الحياة في القرية تستمر بشكل طبيعي في ساعة ظهيرة احداهن تنشر غسيلها .. أبو فاطمة يذهب لقضاء حاجة .. أم فاطمة تمشط شعر فتاة ذات حادية عشر و تلكزها بين الفينة و الأخرى في ظهرها دون أسباب واضحة  من يجسد شبح برجاس يرجع بخطوات وئيدة إلى الوراء   )
فاطمة :
تانه حابس نفسه في دارهم وياه الحريم لحد ما العيال نسيوه و نسيوا الي كان
من يومها بطل كل ما يلبس جلابيه جديدة يجينا ، يجي بيت عمه لجل ما يوريها لنا و يقعد ويايا
أتوحشته ..  أتوحشتك يا برجاس أتوحشت كلامك و ضحكك ع الفارغه .  
( تنزل أغنية " ليلة العيد "  الأطفال يدخلوا و في أيديهم
                                                  حلوى و غزل بنات و بالونات ذات ألوان مبهجة )
فاطمة :
لما يهل العيد في بلدنا كل الرجال يصلوا و يزورا الاحباب يلفوا ع البيوت بيت بيت يسلموا ع الحريم و ع الرجال ، في العيد البنات ما بتستخباش بتلبس و تتزوق / روخر بعد العيد دايما تهل أخبار الخطوبات كل البنات الي فارت تتخطب .  
و أنا لبست الجديد و استنيت واستنيت و ماجاش ، طرت زي المدبوبه على باب الدار طليت لقيته هالل من على راس الدرب لمحته داخل بيت خالي محمد أب الاحمر الي قبل دارنا
   بعدها فَوِّت دارنا و دخل دار الخرس ، قلبي اتقهر و صبح الفستان في نضري سم ، كان هاين علي أروح اسحبه من جلابيته البيضا و اشتمه و أمرمغها له في التراب
( كأنها تتحدث معه )
_ أنت فاكر نفسك مين يا واكل ناسك ( ثم بلهجه أخف حده )  ما عدتش على دارنا ليه ؟؟؟
عدى العيد و ماشفتش برجاس
( الناي يعزف  ، تتغير الإضاءة ، فاطمة تعود لتجلس على كرسيها ، الناي ينسحب تتغير الإضاءة  ) 
بعدها بأيام يمكن سبوع كنت وياه خالة سعدية على سطح الدار بقرص جله لجل حَميِّة الفرن  كان منها الي طرى و منها الي نشفته الشمش ، عدى برجاس سلم على خالتي و علي ما سلمش أتنطرت من مطرحي
 ( يتم تجسيد ما تحكي و تقذف برجاس بقرص الجله فعلا الذي تناولته من تحت الكرسي أو من أحد مفردات الديكور )
و عنها و روحت مناولاه بأقرب قرص جله  لبس في راسه .
( صمت ، تتغير الإضاءة )
_ مش شايفني ولا إيه يا برجاس ، عميت اياك
نظرلي / عمري ما حانساها ( برجاس يمشي ) و فاتني و مشي ، و عمري ما ندمت ، يا قلبك الاسود ! ليه ؟؟؟ كنت عملت إيه ؟؟ زقيتك في يوم و إحنا عيال وقعت صحيح كنت بنت تسعه وأنت شحط بس إيه فيه يعني ؟؟؟ بتأدبني ، ملعون أبو الي جابك يا شيخ ،
المكتوب ما منوش مهروب 
( تنظر لأحد المشاهدين )
بتبحلق فيه ليه ؟؟؟
يعني إيه بنت ؟؟ يعني إيه حرمه ؟؟ يعني إيه مره ؟؟؟ و تفرق إيه مره عن راجل ما كلنا قدام ربنا واحد لا حد زايد إيد و لا رجل ، و لا حد ناقص . يومها أبوى ناولني حتت كف و برضك ما فهمتش .
آه.. الفرق في القرش و علشان ما تعايرش من حد كنت أكسب القرش زي زي الرجال تمام
( تضع فستان العرس في فمها و تصعد النخل ، يصاحبها العود و الإيقاع / تنزل /  و معها البلح تلقيه على الأرض )
أهه أنا باجيب القرش  ..  و أعزق غيط في نص نهار ما تكل زندي و لا تمل ولا كان يهمني
الشمش تنقحني ولا يديني تخشن و لا رجلي تتعور .  تمام زي الاولاد ما كان ناقصني غير
اسبح  في الترع و اشرب دخان ..  ( تتغير الإضاءة ، الحياة خلفها في القرية كالمعتاد ، و في القطار ينزل بعض الركاب و يصعد أخرين ) لكن كاملة …..
كاملة  اختي كانت أوعى مني بكثير ما كنتش بتخرج و لا بينضرها حد ، ما كنتش مستحليه عمايل الصبيان لا تطلع نخل و لا تذقول الناس بأقراص الجل ، لم ابن  خالي محمد آب الاحمر يجي من اسكندرية كانت تتزوق على سنجة عشرة و تروح دارهم تساعد مرة خالي في الطبخ  تضحك مرة خالي و تقو ل:
_ يه يهي يه يهي ، هي عمايل البيت ما تتعمل إلا بالزواق يا محنك يا دي البنت
كاملة  أكبر مني بست أحوال  .. يعني سنتين و تتحسب ع العوانس سنتين و ماتتجوزش إلا راجل كبير مرته ماتت ، أو متني عليها ضرة و تانين .
فقر أبوي ما مخلاهاش تعشم في جوازه زينه ، كاملة  دورت بعنيها و حسبتها بعقل مرمتته الايام ، قالت هو ما فيش غيره /علم الدين ولد خالي محمد ، موظف في اسكندرية مرتبه يفتح بيت و حاتعيش في اسكندرية و رجليها تزرد في مياة البحر ، علم الدين كان سٌفَيّف و قلة         و كاملة جرمه طول بعرض لكن هي ما بصتش للشكل
مروحها طال و طول و حيلها انهد من الخدمة و خوفها ليجي في يوم متجوز  ولا قلبه يكون متشعلق ببنات بحري  يا دي الهم .. مرة خالي قالت لها لو جادعه صُح  ألهفيه قبل
 ما يلوف على حد  و عليها و اسندت
( تخفض صوتها، يتم تشخيص ما تحكي في الخلفيه  ) شفتها و هي بتشلح جلابيتها قدام السطح و ظهرها للسلم و علم الدين واقف و بعد ما اتفرج لما شبع سخسخت م البكي كانها توك شايفاه
 ( تضحك )
 بكت بكي ما بكتهوش يوم ميتت أمها.   الغشيم اتخض و اعتذر و مات م الرعب ، وماسافرش إلا لما قرى فاتحة وياه أبوي .  
آدي كاملة ، ( تتحرك مفكرة  ، بنبره مختلفه  )
يا ترى حاتقول إيه ما تلاقيني داخلة عليها بتياب العرس .
( خبط متباعد من الدف كأنه زار ثم يختفي فجأه مثلما بدأ  )
فاطمة :
يا ترى يا كاملة حاتقول إيه لما تلاقيني داخلة عليك بتياب العرس !!!!
( الناي منفرد فاطمة تنتابها نوبه من السعال المفاجئ .، تخرج زجاجة دواء من الخرج تشرب جرعة أو أثنين يهدأ السعال .. )
برجاس مكانش حيلته من حطام الدنيا إلا قراطين بيزرعهم بيده و يدلى ع السوق يبيع الزرع  لا معه أجريه و لا مزارعين و لا بيتعامل مع تجار و في يوم تعب تعب شديد و هو ما يرقده إلا الشديد القوي .. يا ربي زرعته حتبوظ و ده بطوله لا أخ و لا أجري .، عنها و كل طلعة شمش أروح غيطه أدكر الكوسة و أسقى الزرع و انضف حوالين القنايات .. و أن كان علي أنا ماقلتلوش لكن أهل البلد ما يسكتوش ، لمن أبوي ريقه نشف و لسانه أدلدل وياي لجل أهمل غيط برجاس و ما لقيش فايدة بقي يراعيه و برضك بنزل وياه و في يوم هل علينا برجاس عوده ناشف لكن وشه ابتدا يرد ..
_ أزيك يا برجاس
_ يسلم زيك يا بنت عمي
_ طيب ؟؟؟
_ رايق
_ إن شالله دايما يا بن عمي
فاطمة :
إفتكرت يوم ما حدفته بقرص الجله ،و افتكرت يوم ما زقيته في التراب و العيال ضحكوا عليه و زفوه ، افتكرت لعبنا في الغيط و مسحته لدمعتي لما ابوي ضربني ..
 يومها أبوي جرجرني من شعري جر و ضربني قصاد كل الخلق بيِّت الليل و دمعي على خدي
يا ريتك يا برجاس ما مسحت دمعتي  و يا ريتني ما عشمت  يا برجاس يا نسمة صيف تعدي على قلب عليل ما يستكفى ، يا خضره صابحة تبهج نفس الي ينضرها و العين منها تتملى .

_ لكن المكتوب ما منوش مهروب

( العود يعزف ، تتغير الإضاءة ، تعود فاطمة لكرسيها )
فاطمة :
 دخلت يوم مره خالي محمد البيت قالت :
_  يي يهي يهي يهي  يا فاطنة ده كيف ما يكون مافيش مره في الدار يا بنتي
 عنها و بقيت كل طلعت شمش و قبل ما أروح بالوكل للغيط أمسك البيت أنفضه نفض و أركب الجحش و أفوت على الغيط أروَّح الوكل لأبوي و أعزق بالفاس الأرض لمن يرتاح أبوي              و أعدي أطل على برجاس  /غيطه قبل غيطنا.   و في يوم  صهد كان لي جمعتين ما شفتوش .
 أبوي حرم على ركوب الجحش قالي
_  أنت بت عاشر مرة أقولك أنت بت
القصد  روحت للغيط مشي في عز القيالة   و الشمش ، برجاس كان واقف يومها ويا محروس النحس و عم محجوب الاعمى روحت اسلم  و أملي العين ، محجوب مسك في يدي  ما سبهاش  و قال :
_ هاه ولد مين ده ؟؟؟  ولد مين أنت ؟؟؟
_ ده بنت ، بنت  يا عم محجوب        محروس قال
_ بنت مين ؟؟ بت كيف ؟؟ كيف ؟؟؟  ده يَدين بنت ؟؟؟
_ بنت منازع عمران
_ كاملة
_ لا فاطنة
_  فاطنة يدينك خشنين قوي يا فاطنة  مش أنت البنت الي بتحطب كيف الرجال و تطلع النخل
        و تعزق في الأرض و عديت خمستاشر و لساك بتركبي الجحش و تركضي في الدرب
كلهم يزغروا لبعضيهم و يبصولي 
_
   ده عمايل دكر  ، ده عمايل دكر يا فاطنة
محروس يضحك يضحك / لمن محجوب لقى الي يجاريه قالها يومها و ماخلصت
_ دكر ولد عمران أنت دكر ولد عمران
شخط فيَّه برجاس يومها نترني  نتر
_ أمشي يا فاطنة روحي ع البيت
قول مشيت ديلي في سناني و جاره قلبي الي انخلع وراي ، الصيت مش للي طلعه الصيت كمان للي ينشره ، محروس مانسيش الزجله الي علمت في جنابه  قدام الخلق
 راح يقولها في كل دار ( تحاكي محروس ، تتحرك بين الناس و المتفرجين بخفه )
 _ شوفتوش محجوب الاعمى ما عرفش يدين فاطنة من يد الواد ، شوفتوش محجوب الاعمى
 قال على فاطنة دكر آه و الله صح ، حسس على وشها يشوف شنبها خط ومسك دقنها يشوف
   إن كانت خَضَّرت و لا  لا ، دكر ولد عمران ناقصها البوري و شرب الدخان .
( العود يعزف ، فاطمة تعود لطبيعتها )
فاطمة :
 راح يقولها و الناس تقولها وراه و أنا ما شفت برجاس من يومها  
( ينسحب العود ، الناي يعزف  تتغير الإضاءة  ، مع بداية الكلام يظل الناي في الخلفية )
فاطمة :
و في يوم عدى على أبويا ماخبراش ليه و لما لمحنى هرب بعنيه
_ كيفك يا برجاس ما عدنا نشوفك
برطم بكلام مافهمتوش و بعد شوي ، يمكن سبوعين عرفت ، ( العود يصاحب الناي )         كان عايز أبويا يروح وياه يخطب بنت خاله ، عنها و دخل القلب أول نزف
( الإيقاع يعزف تتغير الإضاءة ، فاطمة تمشي حزينة مكسورة ، الحياة في القرية تسير و تتنفس فجر يوم جديد )  
و تانية ينزف لحد دلوقت ، بنت خالك يا برجاس الصفره اللي عرقوبها يدبح فرخه ،بنت خالك يا برجاس الي أبوها ما حلته غير الهدمة .
 أبوها طلب دهبات بأربع تلاف جنية ، وافق ، أمها قالت يبني بيت ، وافق ، خدلها بيت شرق البلد و أمه بعينها شايفة  . شايفة و ماكلمتش ، إكمنها بنت أخوها ما كلمتش ، و ما تعيشش
 مع أهل جوزها  زي بقيت الخلق ليه؟؟؟  و يخدلها بيت عشان خيبة إيه ؟؟
( الإيقاع يصاحبه الدف )
أنا الي كنت نايمة في خل العنب أنا الي مشيفاش  زين برجاس من يومه حاططها في عنية       و ما شيفش غيرها ..
و في ليلة الحنة ما غمضلي جفن و الصهد طالع من مناخيري زي هباب القطر عنها و في دخلته روحت لبست  جلابيت أخوي حسين و لاثة حرير متلتمه بها و في يدي زجلة أبوي        و لساه بيطوح زجلته لاقاه الي خبط زجلته خبط ، عمرى ما حطبت بغيظ  و غل
زي اليوم ده عمرى ما اتمنيت الموت زي اليوم ده .  ( تنسحب كل الموسيقى و ينزل مزمار صعيدي و طبل بلدي ، يدخل برجاس و يتلموا الناس
                                                                     يتم التحطيب )
و افتكر كلامه في الشباك وحنيته

  _  خد

و افتكر يوم ما هملني و ساب الدار و أنا بكلمه و أتمسح  فيه

_ خد

و افتكر تعشيمتي و خلعة القلب

_ خد

و افتكر لما حبيته اكتر من روحي و كنت ابات الليل أفكر فيه

_ خد

و افتكر أنه كان العالي حطاه تاج فوق راسي و صبحت كلمته أمر

_ خد

و افتكر صفارها الي فاكره جُمّار أبيض و عرقوبهاالي يدبح فرختين  

_ خد

افتكر الدهبات الي جابها تزن رطل و البيت الي  بناه لها  

_ خد ، خد ، خد

وقع و الكل من ذهلتهم ما حد اتلم .. الاثة  روخره وقعت و بان الوش
_ فاطنة
خدت زقلتي و زي ما روحت رجعت و بكيت في نفس المطرح الي بلته دموعي من قبل .
ما عدشي للبلد حكيوه غير دكر ولد عمران و الي عملته في برجاس  ، خلاص نسيوا فاطنة     و ما  يقولوا إلا دكر ولد عمران ، خليهم .
  (ناس القرية في الخلفية يتهامسوا ، العود يعزف منفرد  فاطمة تلتقط انفاسها ،تتغير الإضاءة  ، تجلس فاطمة على كرسيها في القطار )
و في يوم / ساعة عصرية دخل علي أبوي  يلف   و يدور في الحديت و بعدين  قال إنه عايز يتجوز ، مين يا أبوي ؟؟؟
_ بنت بنوت ، حلوة و زينة البنات
_ و هي بنت البنوت حاترضى يا أبوي
_ كبرت في البنوتية  ( يتردد صدى آخر كلمة )
أنا سمعتها و انخلع قلبي زي ما كون كنت ناسية و فكرني ، العواجيز في بلدنا زي الحدادي ينتظروا البنت تبور تدبل على عودها و يرخص ساعتينها الغالي و تبقى من وقمهم
و يبقوا من ثوبها
و ده زي ما يكون متقصدني كل يوم و التاني يدخل على باسم جديد منهم الي اعرفها و منهم الي ما عرفهاش منهم الي كانت  زميلتي في المدرسة
و منهم الي كنا أنداد نلعبوا سوى في الكرم ، لا ما كفاهوش كل يومين يهل علي بعريس جديد ، الي عجوز و الي مكشكش / الي مرته تاجيني تخطبني لجوزها .
 ( تميل على " قله " تشرب  )
و الي عياله عفاريت و عايز الي يراعيهم ..  أنا كمان ما نيش سهلة كنت أدخل عليهم لابسه جلابية  أخوي حسين  و ماسكة الزجلة و اقعد ماكلمش عنها و يطفش العريس يرمح رمح                     و الصيت الي اتسبب في موتي هو دلوقت الي بتحامى فيه ، لحدين ما جه البجس ….
(تتغير الإضاءة ، الإيقاع يصاحب الكلام )
راجل كان أساس عقبه من العبيد ، خرج بره البلد و اتعلم و اتجوز و اترمل و اشتغل لحدين ما طلع على المعاش خد فلوس المكافأة و رجع بلده علشان يتجوز ، دخلت عليه بالزقلة و الجلابية ما فهمش الي عليه قعد يضَّحك ، و أبويا تمم الجواز
 دخل عليه ، قرب مني شميت ريحة أنفاسه ساقيها صهد الخمر و ريحة الدخان على عرق ملسلس على جته مرهرطه رهط ، ده حاله في يوم العرس ما تسبح في يوم العرس ؟؟؟ و لا زناخته مابتتطلعش ؟؟؟ ، يا روح ما بعدك روح و ما عاد أخسر أكتر ما خسرت و يا عمر ما بعدك عمر  عنها و روحت بطحاه  و فطيت من الشباك و شحت أجرة القطر..
ياترى يا كاملة حاتعملي إيه لما تلاقيني قدامك بتياب العرس !!!!
 ( الناي يعزف ، يصاحبه العود ، ثم تدق الدفوف محدثه جلبه و توتر ، تجري فاطمة يمينا           و يسارا كأن بها مس  )
فاطنة : بس بن النجس لا يمكن يقول أني ضربته و فطيط ، حيقول إني ما كنتش بكر
          أيوه حيقول كده ولا عنده خشى و لا دم 
( تصرخ ، صوت صافرة القطار و هدير عجلاته الذي لا ينتهي و فاطمة صارخة ثم يتحول صراخها إلى _ ميم _ تتغير الإضاءة عدة مرات  )


ستار