دكر ولد عمران
مونودراما نسائية
( باللهجة
الصعيدية )
تأليف :- نسرين نور
إهداء
إلى أمي و إلى جدتي لأبي
و إلى كل
النساء الاستثنائيات الاتي قابلت
المنظر ثابت
مقاعد المتفرجين عبارة عن مقاعد في عربة قطار
" درجة ثالثة " في الخلفية و عن اليمين
و عن اليسار نخل عال " تصلح إحداها
للتسلق " أنوار عرس معلقة كيفما اتفق
عازفون ( ناي ، دف )
الستار مفتوحة .. فاطمة تدخل مفزوعه تتلفت خلفها كأن احدا يطاردها
ترتدي فستان زفاف ..
ملحوظة :
المقاطع المكتوبه على شكل حوار ، يتم
التشخيص فيها كل حسب الشخصية التي تحاورها
لذا على الممثل أن يحدد نبرة صوت و تعبيرات
لتمييز كل شخصية
المقاطع باللون الأحمر صوت " برجاس
"
المقاطع باللون الأزرق تعبر عن الصوت الداخلي
لفاطمه
فاطمة :
تدخل
مع الجمهور و تجلس وسطهم
أثناء جلوس الجمهور يعزف الناي يليه العود و
يصاحبهما الإيقاع
تعلو
بؤرة إضاءة لتضئ كرسي فاطمة بينما تنسحب تدريجيا أو تخفت في المناطق الأخرى صوت
هدير محركات القطار يصاحب الكلام )
فاطمة :
ريحة
أنفاسه ساقيها صهد الخمر و ريحة الدخان على عرق ملسلس على جته مرهرطه رهط ، ده
حاله في يوم العرس ما تسبح في يوم العرس ؟؟؟ و لا زناخته مابتتطلعش ؟؟؟
السكة طويلة ، اتحمل كيف بحلقت الناس في ، كله
من فستان النحس ده ، ( إشارة لفستان الزفاف ) حيخليهم يزغروا .. ( تمعن النظر في الجمهور ) مين ده الي
مسافرة في قطر بالليل لحالها و فينه عريسها . يا ِديرة الراس يا ناس … يا ترى يا
كاملة حاتقولي إيه لما تلاقيني داخلة عليك بتياب العرس
( ممثلون في الخلفيه يبدأو في ممارسة أنشطة
تعكس الحياة اليوميه في قرية صغيرة يتم ذلك بمصاحبة الناي و الإيقاع )
_ الي حلاقية بيبص على حاديله بالي في رجلي
_ إنهدي يا فاطنة الناس معزورين كيف يشوفوا بنت
صغيرة …..
_ صغيرة قلبك أبيض هي الي عدت العشرين بست
أحوال بيعدوها صغيرة ( تضحك ساخرة )
_ اتحمل كيف بحلقت الناس فيه ؟؟
_ ما أنت ياما اتحملتي و لا نسيتي
_ منك لله يالي كنت السبب
_ هو مين السبب نَمِّريه لجل ما الدعوة تجوز ، عم محجوب الاعمى ، الي طلع عليك
الصيت و
لا محروس النجس الي نشره ولا
برجاس /
يمكن أمي الي شالت م الطين
و حطت على راسها لما قالولها بنت
( تتغير الإضاءة و الناي يصاحبها في الخلفية )
كبرت و أنا واعية لحالي زين بنت يعني حاجة
قليلة القيمة ، بنت يعني حاجة مالهاش عوزة
(ناي
يعزف منفرد يصاحبه عود بعد قليل ، تتغير الإضاءة أحوال القرية و ناسها في الخلفيه
تتشكل بحيث يبدأ يوم جديد ، الخبيز و الطرقات الممتلئة بحاملي الفؤس الذاهبون إلى
الغيط و هكذا …. )
فاطمة :
كان عندي تسع احوال ، أول مرة يشخط في
_ خشي
دارك يا بنت أنت كبرت
كنت
حادخل أجري و ادارى … لكن زناخة مخي خلاتني تربست و رجليني أتمسمروا
في الأرض ، يحرق ميتين برجاس
_ غور يا ياض بدل ما اضربك ..
شخط في هجمت عليه و اتعاركنا ، زقيتوا وقع ع
الأرض ، سف تراب الدرب ، العيال ضحكوا عليه و راحوا زفينه ( تحاكي صوت الأطفال ، يصاحبها الإيقاع
)
_ هط … هط .. برجاس وقع زقته فاطنة وقع سف تراب الدرب
هط …
هط … برجاس وجع زقته فاطنة وقع سف تراب الدراب ( ينسحب الإيقاع )
يومها حسيت أن قلبي أنخلع و عقل بالي قالي
ماحيعديش بالساهل ده يا فاطنة
( الدف
يصدر إيقاعات ببطء ، تتغير الإضاءة ، بعض الركاب يصعدوا
و كذلك بعض الباعة الجائلين يصعدوا
للقطار ، في الخلفيه الحياة في القرية تستمر بشكل طبيعي في ساعة ظهيرة احداهن تنشر
غسيلها .. أبو فاطمة يذهب لقضاء حاجة .. أم فاطمة تمشط شعر فتاة ذات حادية عشر و
تلكزها بين الفينة و الأخرى في ظهرها دون أسباب واضحة من يجسد شبح برجاس يرجع بخطوات وئيدة إلى
الوراء )
فاطمة :
تانه حابس نفسه في دارهم وياه الحريم لحد ما
العيال نسيوه و نسيوا الي كان
من يومها بطل كل ما يلبس جلابيه جديدة يجينا
، يجي بيت عمه لجل ما يوريها لنا و يقعد ويايا
أتوحشته .. أتوحشتك يا برجاس أتوحشت كلامك و ضحكك ع الفارغه
.
( تنزل أغنية " ليلة العيد " الأطفال يدخلوا و في أيديهم
حلوى و غزل بنات و بالونات ذات ألوان مبهجة )
فاطمة :
لما يهل العيد في بلدنا كل الرجال يصلوا و يزورا
الاحباب يلفوا ع البيوت بيت بيت يسلموا ع الحريم و ع الرجال ، في العيد البنات ما
بتستخباش بتلبس و تتزوق / روخر بعد العيد دايما
تهل أخبار الخطوبات كل البنات الي فارت تتخطب .
و أنا لبست الجديد و استنيت واستنيت و ماجاش
، طرت زي المدبوبه على باب الدار طليت لقيته هالل من على راس الدرب لمحته داخل بيت
خالي محمد أب الاحمر الي قبل دارنا
بعدها
فَوِّت دارنا و دخل دار الخرس ، قلبي اتقهر و صبح الفستان في نضري سم ، كان هاين
علي أروح اسحبه من جلابيته البيضا و اشتمه و أمرمغها له في التراب
( كأنها تتحدث معه )
_ أنت فاكر نفسك مين يا واكل ناسك ( ثم بلهجه أخف حده ) ما عدتش على دارنا ليه ؟؟؟
عدى العيد و ماشفتش برجاس
( الناي يعزف ، تتغير الإضاءة ، فاطمة تعود لتجلس على كرسيها
، الناي ينسحب تتغير الإضاءة )
بعدها بأيام يمكن سبوع كنت وياه خالة سعدية
على سطح الدار بقرص جله لجل حَميِّة الفرن كان منها الي طرى و منها الي نشفته الشمش ، عدى
برجاس سلم على خالتي و علي ما سلمش أتنطرت من مطرحي
(
يتم تجسيد ما تحكي و تقذف برجاس بقرص الجله فعلا الذي تناولته من تحت الكرسي أو من
أحد مفردات الديكور )
و عنها و روحت مناولاه بأقرب قرص جله لبس في راسه .
( صمت ، تتغير الإضاءة )
_ مش شايفني ولا إيه يا برجاس ، عميت اياك
نظرلي / عمري ما حانساها ( برجاس يمشي ) و فاتني و مشي ، و
عمري ما ندمت ، يا قلبك الاسود ! ليه ؟؟؟ كنت عملت إيه ؟؟ زقيتك في يوم و إحنا
عيال وقعت صحيح كنت بنت تسعه وأنت شحط بس إيه فيه يعني ؟؟؟ بتأدبني ، ملعون أبو
الي جابك يا شيخ ،
_ المكتوب
ما منوش مهروب
( تنظر لأحد المشاهدين )
بتبحلق فيه ليه ؟؟؟
يعني إيه بنت ؟؟ يعني إيه حرمه ؟؟ يعني إيه
مره ؟؟؟ و تفرق إيه مره عن راجل ما كلنا قدام ربنا واحد لا حد زايد إيد و لا رجل ،
و لا حد ناقص . يومها أبوى ناولني حتت كف و برضك ما فهمتش .
آه.. الفرق
في القرش و علشان ما تعايرش من حد كنت أكسب القرش زي زي الرجال تمام
( تضع فستان العرس في فمها و تصعد النخل ،
يصاحبها العود و الإيقاع / تنزل / و معها البلح تلقيه على الأرض )
أهه أنا باجيب القرش .. و أعزق غيط في نص نهار ما تكل زندي و لا تمل ولا
كان يهمني
الشمش تنقحني ولا يديني تخشن و لا رجلي تتعور
. تمام زي
الاولاد ما كان ناقصني غير
اسبح
في الترع و اشرب دخان .. ( تتغير الإضاءة ، الحياة خلفها في القرية
كالمعتاد ، و في القطار ينزل بعض الركاب و يصعد أخرين ) لكن كاملة …..
كاملة اختي كانت أوعى مني بكثير ما كنتش بتخرج و لا
بينضرها حد ، ما كنتش مستحليه عمايل الصبيان لا تطلع نخل و لا تذقول الناس بأقراص
الجل ، لم ابن خالي محمد آب الاحمر يجي من
اسكندرية كانت تتزوق على سنجة عشرة و تروح دارهم تساعد مرة خالي في الطبخ تضحك مرة خالي و تقو ل:
_ يه يهي يه يهي ، هي عمايل البيت ما تتعمل إلا بالزواق يا محنك يا دي البنت
كاملة أكبر مني بست أحوال .. يعني سنتين و تتحسب ع
العوانس سنتين و ماتتجوزش إلا راجل كبير مرته ماتت ، أو متني عليها ضرة و تانين .
فقر أبوي ما مخلاهاش تعشم في جوازه زينه ،
كاملة دورت بعنيها و حسبتها بعقل مرمتته
الايام ، قالت هو ما فيش غيره /علم الدين ولد خالي محمد ، موظف في اسكندرية مرتبه يفتح
بيت و حاتعيش في اسكندرية و رجليها تزرد في مياة البحر ، علم الدين كان سٌفَيّف و
قلة و كاملة جرمه طول بعرض لكن هي ما بصتش للشكل …
مروحها طال و طول و حيلها انهد من الخدمة و
خوفها ليجي في يوم متجوز ولا قلبه يكون
متشعلق ببنات بحري يا دي الهم .. مرة خالي قالت لها لو
جادعه صُح ألهفيه قبل
ما يلوف
على حد و عليها و اسندت
( تخفض صوتها، يتم تشخيص ما تحكي في الخلفيه
) شفتها و هي بتشلح جلابيتها قدام السطح و
ظهرها للسلم و علم الدين واقف و بعد ما اتفرج لما شبع سخسخت م البكي كانها توك
شايفاه
(
تضحك )
بكت
بكي ما بكتهوش يوم ميتت أمها. الغشيم اتخض و اعتذر و مات م الرعب ، وماسافرش
إلا لما قرى فاتحة وياه أبوي .
آدي كاملة ، ( تتحرك مفكرة ، بنبره مختلفه )
يا ترى حاتقول إيه ما تلاقيني داخلة عليها
بتياب العرس .
( خبط متباعد من الدف كأنه زار ثم يختفي فجأه
مثلما بدأ )
فاطمة :
يا ترى يا كاملة حاتقول إيه لما تلاقيني
داخلة عليك بتياب العرس !!!!
( الناي منفرد فاطمة تنتابها نوبه من السعال
المفاجئ .، تخرج زجاجة دواء من الخرج تشرب جرعة أو أثنين يهدأ السعال .. )
برجاس مكانش حيلته من حطام الدنيا إلا قراطين
بيزرعهم بيده و يدلى ع السوق يبيع الزرع لا معه أجريه و لا مزارعين و لا بيتعامل مع تجار
و في يوم تعب تعب شديد و هو ما يرقده إلا الشديد القوي .. يا ربي زرعته حتبوظ و ده
بطوله لا أخ و لا أجري .، عنها و كل طلعة شمش أروح غيطه أدكر الكوسة و أسقى الزرع
و انضف حوالين القنايات .. و أن كان علي أنا ماقلتلوش لكن أهل البلد ما يسكتوش ،
لمن أبوي ريقه نشف و لسانه أدلدل وياي لجل أهمل غيط برجاس و ما لقيش فايدة بقي
يراعيه و برضك بنزل وياه و في يوم هل علينا برجاس عوده ناشف لكن وشه ابتدا يرد ..
_ أزيك يا برجاس
_ يسلم زيك يا بنت عمي
_ طيب ؟؟؟
_ رايق
_ إن شالله دايما يا بن عمي
فاطمة :
إفتكرت يوم ما حدفته بقرص الجله ،و افتكرت يوم ما زقيته
في التراب و العيال ضحكوا عليه و زفوه ، افتكرت لعبنا في الغيط و مسحته لدمعتي لما
ابوي ضربني ..
يومها أبوي جرجرني من شعري جر و
ضربني قصاد كل الخلق بيِّت الليل و دمعي على خدي
يا ريتك يا برجاس ما مسحت دمعتي و يا ريتني ما عشمت يا برجاس يا نسمة صيف تعدي على قلب عليل ما
يستكفى ، يا خضره صابحة تبهج نفس الي ينضرها و العين منها تتملى .
_
لكن المكتوب ما منوش مهروب
( العود يعزف ، تتغير الإضاءة ، تعود فاطمة لكرسيها )
فاطمة :
دخلت يوم مره
خالي محمد البيت قالت :
_
يي يهي يهي يهي يا فاطنة ده كيف ما يكون مافيش مره في الدار يا
بنتي
عنها و بقيت كل
طلعت شمش و قبل ما أروح بالوكل للغيط أمسك البيت أنفضه نفض و أركب الجحش و أفوت
على الغيط أروَّح الوكل لأبوي و أعزق بالفاس الأرض لمن يرتاح أبوي و أعدي أطل على برجاس /غيطه قبل غيطنا. و في يوم صهد كان لي جمعتين ما شفتوش .
أبوي حرم على
ركوب الجحش قالي
_
أنت بت عاشر مرة أقولك أنت بت
القصد روحت
للغيط مشي في عز القيالة و الشمش ، برجاس كان واقف يومها ويا محروس النحس
و عم محجوب الاعمى روحت اسلم و أملي العين
، محجوب مسك في يدي ما سبهاش و قال :
_ هاه ولد مين ده
؟؟؟ ولد مين أنت ؟؟؟
_
ده بنت ، بنت يا عم محجوب محروس قال
_ بنت مين ؟؟ بت
كيف ؟؟ كيف ؟؟؟ ده يَدين بنت ؟؟؟
_ بنت منازع عمران
_ كاملة
_ لا فاطنة
_ فاطنة يدينك خشنين قوي يا فاطنة مش أنت البنت الي بتحطب كيف الرجال و تطلع النخل
و تعزق في الأرض و عديت خمستاشر و لساك
بتركبي الجحش و تركضي في الدرب
كلهم يزغروا لبعضيهم و
يبصولي
_
ده عمايل دكر ، ده عمايل دكر يا فاطنة
ده عمايل دكر ، ده عمايل دكر يا فاطنة
محروس يضحك يضحك / لمن محجوب لقى الي
يجاريه قالها يومها و ماخلصت
_ دكر
ولد عمران أنت دكر ولد عمران
شخط فيَّه برجاس يومها نترني نتر
_ أمشي يا فاطنة روحي ع البيت
قول مشيت ديلي في سناني و جاره قلبي الي انخلع وراي ،
الصيت مش للي طلعه الصيت كمان للي ينشره ، محروس مانسيش الزجله الي علمت في جنابه قدام الخلق
راح يقولها في كل دار ( تحاكي محروس ، تتحرك بين
الناس و المتفرجين بخفه )
_ شوفتوش محجوب
الاعمى ما عرفش يدين فاطنة من يد الواد ، شوفتوش محجوب الاعمى
قال على فاطنة دكر آه و الله صح ، حسس على وشها
يشوف شنبها خط ومسك دقنها يشوف
إن كانت خَضَّرت و لا لا ، دكر ولد عمران ناقصها البوري و شرب الدخان .
( العود يعزف ، فاطمة تعود لطبيعتها )
فاطمة :
راح يقولها و
الناس تقولها وراه و أنا ما شفت برجاس من يومها
( ينسحب العود ، الناي يعزف تتغير الإضاءة
، مع بداية الكلام يظل الناي في الخلفية )
فاطمة :
و في يوم عدى على أبويا ماخبراش ليه و لما لمحنى هرب
بعنيه
_ كيفك يا برجاس ما عدنا نشوفك
برطم بكلام مافهمتوش و بعد شوي ، يمكن سبوعين عرفت ، (
العود يصاحب الناي ) كان عايز
أبويا يروح وياه يخطب بنت خاله ، عنها و دخل القلب أول نزف
( الإيقاع يعزف تتغير الإضاءة ، فاطمة تمشي حزينة مكسورة
، الحياة في القرية تسير و تتنفس فجر يوم جديد )
و تانية ينزف لحد دلوقت ، بنت خالك يا برجاس الصفره اللي
عرقوبها يدبح فرخه ،بنت خالك يا برجاس الي أبوها ما حلته غير الهدمة .
أبوها طلب دهبات بأربع تلاف جنية ، وافق ، أمها
قالت يبني بيت ، وافق ، خدلها بيت شرق البلد و أمه بعينها شايفة . شايفة و ماكلمتش ،
إكمنها بنت أخوها ما كلمتش ، و ما تعيشش
مع أهل جوزها زي بقيت الخلق ليه؟؟؟ و يخدلها بيت عشان خيبة إيه ؟؟
( الإيقاع يصاحبه الدف )
أنا الي كنت نايمة في خل العنب أنا الي مشيفاش زين برجاس من يومه حاططها في عنية و ما شيفش غيرها ..
و في ليلة الحنة ما غمضلي جفن و الصهد طالع من مناخيري
زي هباب القطر عنها و في دخلته روحت لبست جلابيت أخوي حسين و لاثة حرير متلتمه بها و في
يدي زجلة أبوي و لساه بيطوح زجلته لاقاه الي خبط زجلته خبط ،
عمرى ما حطبت بغيظ و غل
زي اليوم ده عمرى ما اتمنيت الموت زي اليوم ده . ( تنسحب كل الموسيقى و ينزل
مزمار صعيدي و طبل بلدي ، يدخل برجاس و يتلموا الناس
يتم التحطيب )
و افتكر كلامه في الشباك وحنيته
_ خد
و افتكر يوم ما هملني و ساب الدار و أنا بكلمه و أتمسح فيه
_ خد
و افتكر تعشيمتي و خلعة القلب
_ خد
و افتكر لما حبيته اكتر من روحي و كنت ابات الليل أفكر
فيه
_ خد
و افتكر أنه كان العالي حطاه تاج فوق راسي و صبحت كلمته
أمر
_ خد
و افتكر صفارها الي فاكره جُمّار أبيض و عرقوبهاالي يدبح
فرختين
_ خد
افتكر الدهبات الي جابها تزن رطل و البيت الي بناه لها
_ خد ، خد ، خد
وقع و الكل من ذهلتهم ما حد اتلم .. الاثة روخره وقعت و بان الوش
_ فاطنة
خدت زقلتي و زي ما روحت رجعت و بكيت في نفس المطرح الي
بلته دموعي من قبل .
ما عدشي للبلد حكيوه غير دكر ولد عمران و الي عملته في برجاس
، خلاص نسيوا فاطنة و
ما يقولوا إلا دكر ولد عمران ، خليهم .
(ناس القرية في الخلفية يتهامسوا
، العود يعزف منفرد فاطمة تلتقط انفاسها
،تتغير الإضاءة ، تجلس فاطمة على كرسيها
في القطار )
و في يوم / ساعة عصرية دخل علي
أبوي يلف و يدور في الحديت و بعدين قال إنه عايز يتجوز ، مين يا أبوي ؟؟؟
_ بنت بنوت ، حلوة
و زينة البنات
_ و هي بنت البنوت حاترضى يا أبوي
_ كبرت في
البنوتية ( يتردد صدى آخر كلمة )
أنا سمعتها و انخلع قلبي زي ما كون كنت ناسية و فكرني ،
العواجيز في بلدنا زي الحدادي ينتظروا البنت تبور تدبل على عودها و يرخص ساعتينها
الغالي و تبقى من وقمهم
و يبقوا من ثوبها
و ده زي ما يكون متقصدني كل يوم و التاني يدخل على باسم
جديد منهم الي اعرفها و منهم الي ما عرفهاش منهم الي كانت زميلتي في المدرسة
و منهم الي كنا أنداد نلعبوا سوى في الكرم ، لا ما
كفاهوش كل يومين يهل علي بعريس جديد ، الي عجوز و الي مكشكش / الي
مرته تاجيني تخطبني لجوزها .
( تميل على " قله " تشرب
)
و الي عياله عفاريت و عايز الي يراعيهم .. أنا كمان ما نيش سهلة كنت أدخل عليهم لابسه
جلابية أخوي حسين و ماسكة الزجلة و اقعد ماكلمش عنها و يطفش
العريس يرمح رمح و الصيت الي اتسبب في موتي هو دلوقت الي بتحامى
فيه ، لحدين ما جه البجس ….
(تتغير الإضاءة ، الإيقاع يصاحب الكلام )
راجل كان أساس عقبه من العبيد ، خرج بره البلد و اتعلم و
اتجوز و اترمل و اشتغل لحدين ما طلع على المعاش خد فلوس المكافأة و رجع بلده علشان
يتجوز ، دخلت عليه بالزقلة و الجلابية ما فهمش الي عليه قعد يضَّحك ، و أبويا تمم
الجواز
دخل عليه ، قرب
مني شميت ريحة أنفاسه ساقيها صهد الخمر و ريحة الدخان على عرق ملسلس على جته
مرهرطه رهط ، ده حاله في يوم العرس ما تسبح في يوم العرس ؟؟؟ و لا زناخته
مابتتطلعش ؟؟؟ ، يا روح ما بعدك روح و ما عاد أخسر أكتر ما خسرت و يا عمر ما بعدك
عمر عنها و روحت بطحاه و فطيت من الشباك و شحت أجرة القطر..
ياترى يا كاملة حاتعملي إيه لما تلاقيني قدامك بتياب
العرس !!!!
( الناي يعزف ، يصاحبه العود ،
ثم تدق الدفوف محدثه جلبه و توتر ، تجري فاطمة يمينا و يسارا كأن بها مس )
فاطنة : بس بن النجس لا يمكن يقول أني ضربته و فطيط ، حيقول إني ما كنتش
بكر
أيوه حيقول كده ولا عنده
خشى و لا دم
( تصرخ ، صوت صافرة القطار و هدير عجلاته
الذي لا ينتهي و فاطمة صارخة ثم يتحول صراخها إلى _ ميم _ تتغير الإضاءة عدة
مرات )
ستار